مفهوم القياس النفسي ( السيكومتري)

يوليو 17, 2022
مدونة رمزي الشنباري



القياس النفسي ( السيكومتري)

     يعني مصطلح السيكومتري باللغة العربية القياس النفسي الذي يتكون من مقطعين هما "سيكو" Psycho ويعني نفسي و "مترو" Metro ويعني باللغة الإغريقية قياس Measure ( Kline,1971,p.1).وقد عرف"جابلن" القياس النفسي بأنه احد فروع علم النفس الذي يتعامل مع الاختبارات النفسية وتطوير الإجراءات الإحصائية وتطبيقها في القياس (Chaplin,1975,p.400).وقد لا يختلف تعريف "باس" عن هذا التعريف حينما ذكر بأنه احد فروع علم النفس الذي يهتم بتطبيق المبادئ الإحصائية على البيانات النفسية وتطويرها" ( Buss,1978,p.571).
     ولذلك تعد الأرقام من متطلبات هذا القياس, إذ تستخدم للتعبير عن الخصائص والسمات والمتغيرات المختلفة, فالعلم يستحيل من دون استخدام الأرقام التي نصل إليها بالقياس (Wright, 1997, p.3) فالقياس " عملية أو تعبير بلغة كمية أو حسابية عن صفات أو عوامل أو ظواهر لموضوعات نوعية أو معنوية أو سلوكية تتطلب إصدار حكم أو تقويم عنها" (مجيد,2007,ص24) . وبما أن الغرض الأساس من القياس النفسي هو الكشف عن الفروق بأنواعها المختلفة, وهذه الفروق تتلخص في الفروق بين الأفراد أو الفروق في الفرد نفسه أو بين الجماعات, لذلك يسهل الرقم عملية المقارنة أو قياس الفروق بدقة لا يختلف عليها اثنان(Ghiselli et all,1981,p.481).
     وهناك اتجاهان للقياس في مجال الظواهر النفسية والتربوية , فالاتجاه الأول يعتمد على القياس النفسي (السيكومتري) الذي كانت بدايات حركة القياس تعتمد عليه بشكل أساس, ولازال شائعا في معظم عمليات القياس وبناء الاختبارات الذي يعتمد على الفروق الفردية, وتطلق على اختباراته أو مقاييسه اسم المقاييس والاختبارات المرجعية المعيار التي تقارن فيها درجة الفرد بدرجات المجموعة التي ينتمي إليها , والتي تعد معيارا للحكم على درجته وتحديد موقعها بالنسبة لهم (Pobham,1973,p.25-26) , إلا انه نتيجة التغيير الذي حدث في مفهوم التعلم من اجل الإتقان أو التمكن أدى إلى ظهور اتجاه جديد يسمى القياس التربوي,الذي تتم فيه مقارنة أداء الفرد بمستوى أو محك محدد مسبقا من الأداء في ضوء الأهداف الموضوعة للاختبار دون الحاجة لمقارنته بأداء المجموعة التي ينتمي إليها , لذلك سميت هذه الاختبارات مرجعية المحك ( Embreston&Reise,2000,p.15).
     إلا أن القياس النفسي والتربوي مهما كان معياريا أو محكيا يواجه صعوبات , فهو ليس قياسا مطلقا, لذلك فان الخاصية المقاسة فيه لا تنعدم, مما أصبح الصفر فيه صفرا افتراضيا وليس حقيقيا كما هو في القياس الطبيعي , وانه أيضا قياس غير مباشر , إذ نستدل على السمة فيه من خلال السلوك الدال عليها وبالتالي لا يمكن قياسها بطريقة مباشرة ,لأننا نقيس فيها تكوينات افتراضية , لذلك نلاحظ اختلافا في درجات السمة نفسها باختلاف أساليب قياسها ومقاييسها(عبد الرحمن, 1998, ص304).

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »