ثبات المقياس وحساسية المقياس
يعتبر
الثبات من الخصائص السيكومترية المهمة للمقاييس النفسية كونه يشير إلى دقة المقياس
واتساق درجاته في قياس ما يجب قياسه, ويمكن أن يكون هذا التجانس داخليا (Internal Consistency) بحيث يشير إلى أن فقرات
المقياس جميعها تقيس المفهوم نفسه , أو خارجيا (External
Consistency) إذ يشير إلى استمرارية المقياس بإعطاء نتائج ثابتة بتكرار تطبيقه
عبر فترات زمنية (Holt,1971,p.p.60-61)
.
بيد
أن مفهوم الثبات هو مفهوم إحصائي لا يمكن الاستدلال عليه من مجرد الفحص المنطقي
لفقرات المقياس , كما هو الحال في بعض مؤشرات الصدق, بل انه يحسب من خلال تطبيق
المقياس على عينة مناسبة , ومن ثم يحسب معامل الثبات من خلال تحليل درجات المقياس
والذي يؤشر معامل الارتباط بين الاختبار ونفسه ( الأنصاري, 2000,ص114).
ويمكن التحقق من ثبات المقياس بأربع طرائق,
طريقتان لقياس الاتساق الخارجي وهما: طريقة الصور المتكافئة وطريقة إعادة
الاختبار, وطريقتان لقياس الاتساق الداخلي وهما: طريقة تحليل التباين وطريقة
التجزئة النصفية (Dawson,1997,p.4), وفيما يلي
توضيح لهذه الطرق:
أ- إعادة الاختبار: Test-Retest
Method
تستند هذه الطريقة على تطبيق المقياس على
مجموعة من الأفراد ثم إعادة التطبيق عليهم أنفسهم وفي ظروف مماثلة بعد مضي مدة
زمنية مناسبة , ثم حساب معامل الارتباط بين نتائج المفحوصين في التطبيق الأول
والثاني للمقياس نفسه , ومن سلبيات هذه الطريقة أن الدرجات التي يحصل عليها
الأفراد في التطبيق الثاني للاختبار تكون أعلى بقليل من درجاتهم في التطبيق الأول,
وذلك بسبب ألفة المستجيب بالمقياس وتذكره بإجابته في التطبيق الأول , فضلا عن
صعوبة جعل الظروف موحدة في القياسين (إبراهيم,1999,ص87).
2- الصور المتكافئة: Equivalence
Form
تقوم الفكرة الأساسية لهذه الطريقة على
إعداد صورتين متكافئتين للمقياس الذي نحسب ثباته, من حيث خصائص الفقرات وطبيعتها
وسهولتها وصعوبتها, ويطبق المقياس وصورته المكافئة على الأفراد أنفسهم ويحسب معامل
الارتباط بين درجاتهما (Eble,1972,p.412).
ويكون تطبيق الصورتين
عادة معا مما يسمى معامل الثبات بمعامل التكافؤ, أما إذا كان تطبيق الصورتين بفاصل
زمني فان معامل الارتباط بينهما يمثل معامل الاستقرار والتكافؤ في الوقت نفسه(Gronlund,1968,p.116).
3- التجزئة النصفية: Spilt-Half
Method
تعتبر هذه الطريقة من أسهل الطرق في حساب
الثبات كون الباحث يقوم بتطبيق الاختبار كله مرة واحدة , وعلى العينة نفسها , ومن
ثم تقسيم الاختبار الواحد إلى قسمين , ومن الطرق الأكثر شيوعا في تقسيم الفقرات هي
الفقرات الزوجية مقابل الفقرات الفردية ومن ثم حساب معامل الارتباط بين درجات
القسمين وتصحيحه بمعادلة (سبيرمان-براون) (ربيع,2008,ص86), لان معامل الارتباط بين
جزئي الاختبار لا يمثل ثبات الاختبار كله بل يمثل ثبات نصف الاختبار , وهناك معادلات
أخرى تستخدم لحساب الثبات بهذه الطريقة من دون الحاجة إلى حساب معامل الارتباط بين
النصفين مثل معادلة "جتمان" Gettman ومعادلة
"رولون Rrulon (Adklins,1974,p.117).
4- تحليل التباين: Analysis Of
Variance Method
يسمى معامل الثبات المحسوب بهذه الطريقة بمعامل
الاتساق أو التجانس الداخلي بين فقرات المقياس, وهناك عدد من المعادلات الرياضية
التي يمكن استخدامها في حساب معامل الثبات اعتمادا على التباين من أكثرها شيوعا:
أ- معادلتا
(كيودر-ريتشاردسون 21) KR-21 و(كيورد-ريتشاردسون 20) KR20 وتعتمد فكرة هاتين المعادلتين على تقسيم المقياس إلى مقاييس جزئية
بعدد فقراته وتستخدم معادلة KR-20 عندما تكون الإجابة متقطعة (نعم ,
لا) أو (صح, خطا) وإعطاء درجة واحد للإجابة الصحيحة ودرجة (صفر) للإجابة الخاطئة,
في حين تستخدم المعادلة الثانية في حالة كون الإجابة عن الفقرة متدرجة ( Weiner
&Stewart,1984,p.61).
ب- معادلة
"هويت" Hoyt
تعتمد هذه المعادلة في حساب الثبات على
التباين بين الأفراد وتباين الخطأ من نتائج تحليل التباين لدرجات الأفراد والفقرات
ويؤشر معامل الثبات المحسوب بها التجانس الداخلي لفقرات المقياس (احمد
,1981,ص240).
ج- معادلة
"ألفا-كرونباخ": Cronbach Alpha
تعد هذه المعادلة من أكثر المعادلات شيوعا
إذ تمتاز بتناسقها وإمكانية الوثوق بنتائجها , وتقوم على أساس حساب الارتباطات بين
الدرجات لعينة الثبات على فقرات المقياس جميعها على أساس أن الفقرة عبارة عن مقياس
قائم بذاته , ويشير معامل الثبات المحسوب بها إلى اتساق أداء الفرد من فقرة لأخرى
, أي التجانس الداخلي بين فقرات المقياس (Cronbach,1951,p.298).
حساسية المقياس Scale's Sensitivity
إذ قد يتوفر في المقياس النفسي الصدق والثبات لكنه لا يكون حساسا في قياس العلاقة بين الخاصية والأداء (Neill&Jackson,1970,p.647), ويحسب مؤشر الحساسية بالاعتماد على قيم تحليل التباين بين الأفراد وتباين الخطأ, وتختبر دلالته في ضوء مستويات الدلالة الإحصائية للتوزيع الطبيعي ( عبد الرحمن , 1998, ص173).
1 Comments:
Write Commentsجزاكم الله حيرا
تعليقConversionConversion EmoticonEmoticon