الفلسفة:
يبحث الفرد دائما عن فلسفة أو طريقة للحياة يستطيع من خلالها أن يعيش ويحقق ذاته, وعندما زادت أعداد الناس وكان لا بد من العيش في جماعات وقبائل لذا اصبح من الضروري وضع الأسس والمبادئ التي تضمن تحقيق غايات وطموحات الأفراد ..ومنذ القدم كانت الفلسفات هي التي تضع الرؤية الواضحة والنهج الصحيح على اختلافها للوصول إلى أهداف المجتمع وغايته ولذا قد قمت بعرض هذه الفلسفات بشكل مبسط حتى يستطيع القارئ من اخذ فكرة واضحة عن نظرة هذه الفلسفات للإنسان ككل , بالإضافة إلى التركيز على فلسفة التربية في كل منها .
وقد بينت في كل فلسفة الأهداف التربوية لكل منها بالإضافة إلى بعض التطبيقات التربوية التي تخص كل من التلميذ والمعلم والمنهاج وطريقة التدريس مما يمهد للقارئ من عمل مقارنة بسيطة بين هذه الفلسفات .
والأمر لا يخلو من بعض الانتقادات لهذه الفلسفات مما يساعد القارئ من الاستفادة من الإيجابيات في كل فلسفة وترك السلبيات وهذا يقودنا إلى استخلاص فلسفة تربية ملائمة ترعى الأجيال القادمة بطريقة سليمة .
و أخيرا إذا أمعنا النظر في الفلسفات التربوية المذكورة في هذا البحث المبسط لوجدنا أنها تدور حول محور واحد هو الإنسان وكل جوانبه للوصول إلى تحقيق سعادته في الحياة.
مقارنة بين ستة انواع من الفلسفات:
هذه مقارنة بين الانواع الستة من الفلسفات حيث يمكن استنتاج ايجابيات وسلبيات كل منها :
وجه
المقارنة
|
الفلسفة
المثالية
|
الفلسفة
الواقعية
|
الفلسفة
الطبيعية
|
الفلسفة
البراغماتية
|
الفلسفة
الوجودية
|
الفلسفة
الإسلامية
|
النظرة
والرؤية
|
ينظر المثاليون نظرة ازدواجية للعالم فالعالم الحسي عالم ناقص بينما
العالم المثالي هو عالم الأفكار العامة الثابتة والنهائية وهي جوهر الكون
وحقيقته ,حيث تقوم هذه الفلسفة على تمجيد العقل والروح , والأيمان بعراقة العقل
وسلطانه الراسخ بدون عواطف, والتقليل من دور المادة.
|
تقوم فكرة الفلسفة الواقعية على أن مصدر كل الحقائق هو هذا العالم . فلا
تستقي الحقائق من الحدس والإلهام , و إنما تأتي
من هذا العالم الذي نعيش فيه (عالم الواقع) أي عالم التجربة والخبرة
اليومية . وبذلك فان مصدر الحقائق هو العالم الحسي الذي نعيش فيه.
|
ترى أن الطبيعة وحدها هي الحقيقة في هذا الكون , وان الحياة الإنسانية
جزء منها , وهذه الفلسفة تستبعد كل ما هو سام روحاني يتفوق على العقل والطبيعة
والإنسان والخبرة والفلسفة.
|
يرى أصحابها أن الطبيعة الإنسانية مرنة ووظيفية , وان الحقيقة يمكن
معرفتها من نتائجها التجريبية عندما توضع في موقف عملي فعلي. وهي تؤمن بفكرة
التغير المستمر, وبان الحقيقة الثابتة المطلقة لا وجود لها.وهي تضع العمل كمبدأ
مطلق والمنفعة العملية للمعارف مصدر لها ومعيار رئيس لصحتها.
|
تنظر الوجودية إلى الإنسان بقدر تصوره وتخيله للأشياء ولكنها تنظر إلى
وجوده عن طريق ما يعمله أو يفعله أو بقدر ما يصل إليه عن طريق الحركة والنشاط
الإنساني. وهي تؤمن بان الوجود يسبق الماهية, فماهية الكائن الحي هو ما يحققه
فعلا عن طريق وجوده.
|
الدين الإسلامي ليس شريعة فقط بل فلسفة كاملة وطريقة حياة شاملة تدعو
العقول إلى التفكير والأيدي إلى العمل كما اهتمت بالعلم والتعليم حيث أن الدين
الإسلامي بدا أول آياته بكلمة إقرأ أي تعلم واعرف . والقران الكريم هو الإطار
النظري في الإسلام والحديث الشريف هو ترجمته الحية إلى واقع عملي , وكلاهما
يحددان الإطار النظري والعملي لفلسفة الحياة في المجتمع الإسلامي.
|
التلميذ
|
لقد نظرت الفلسفة المثالية إلى الطالب على أنه شخص له هدف روحي
ينبغي تحقيقه ومن هنا أكدت ضرورة تعليمه احترام الآخرين والقيم الروحية وتعليمه
احترام المجتمع الذي ولد فيه.
|
تهدف التربية عند الواقعيين إلى إتاحة الفرصة للتلميذ , لأن يغدو
شخصاً متوازناً فكرياً وأن يكون في الوقت نفسه جيد التوافق مع بيئته المادية
والاجتماعية. وتهدف التربية إلى تنمية الجوانب العقلية والبدنية والنفسية
والأخلاقية والاجتماعية في آن واحد.
|
يجب الاهتمام بميول الأطفال على أساس أن التعلم عملية
طبيعية الغرض منها مساعدة الفرد وتشجيعه على النمو , وان الاستفادة من الميول
أمر يساعد على تعلم الأطفال
و
جعلت التلميذ مركز العملية التربوية بدلا من المعلم واعتمدت الفلسفة على التربية
كوسيلة لخلق التلميذ الطبيعي الكامل.
|
ركزت على المتعلم واعتبرت أن نشاطه هو أساس كل تدريس. والمهم في رأي
البرجماتية في العملية التربوية التأكيد على أمرين الأول: العناية
باهتمام الطالب والثاني: العناية بحب الاستطلاع لديه وذلك لأنهما يحفزانه
على التعلم بصفة أساسية.
|
تؤكد الفلسفة الوجودية للتربية على الحرية
الحقيقية للتلميذ والتأكيد على أصالته, وان الهدف الأساسي الذي يجب أن يضعه
التلميذ أمام نفسه هو أن التفكير الذاتي ضروري لأنه تحقيق لذاته , وترى أن يكون
للتلميذ دور أساسي في اختيار الخبرات التعليمية ومكان التعلم وزمانه وطريقته وان
يتحمل حرية الاختيار هذه.
|
طلب الإسلام من التلميذ أن يوقر معلمه ويحترمه , واهتم المربون المسلمون
بأمر العقوبة وقد أباح الإسلام العقوبة على أن تبدأ بالإنذار ثم التوبيخ
فالتشهير فالضرب الخفيف , وان لا يلجا المدرس للعقوبة إلا عند الضرورة القصوى
ويجب أن لا يكثر استعمالها وإذا استعملها ألا يكون متشفيا بل مؤدبا رحيما
|
ConversionConversion EmoticonEmoticon