الفلسفة الواقعية والتربية |
تعتقد
الواقعية أن العالم الطبيعي أو الواقعي أي عالم التجربة البشرية هو المجال
الوحيد الذي يجب أن نهتم به , ولا وجود لعالم المثل الذي اهتمت به الفلسفة
المثالية وتستند الفكرة الواقعية إلى استقلالية العالم الخارجي بما يحويه من
أشياء ومكونات فيزيائية عن العقل الذي يدركها , وعن أفكار ذلك العقل وأحواله
جميعها. فليس العالم الخارجي .
وعالم
البحار والأشجار كما هو مدرك في عقولنا إلا صورة لهذا العالم كما هو موجود في
الواقع.
إن
الفلسفة الواقعية هي الفلسفة التي تريد أن تضحي بوجود الطبيعة والأشياء في سبيل
الذات,وهي التي تريد أن تحد من تأثير الذات واتجاهاتها الشخصية في الحكم على
الأشياء ,وقد سميت بالواقعية لاعتقادها بحقيقة المادة.وترفض الواقعية كل ما هو
وراء الطبيعة(الميتافيزيقية).
ويعد
أرسطو زعيم الفلسفة الواقعية وهو أحد تلاميذ أفلاطون , ويعتبر من أبرز خصومه, إذ
رفض تماماً فكرة أفلاطون عن عالم المثل والأفكار.وقد ربط ارسطو التربية
بالسياسة,بحيث تكون أهداف التربية مناسبة للسياسة,ويمكن إجمال هذه الأهداف على
النحو الآتي:
1-
العمل على تنمية العقل وتدريبه بما يكفل له أن يكون عقلا منطقيا
,وهذا الهدف يعد أسمى الأهداف
و أعلاها شأنا.
2-
العناية بتربية الجسم والحرص على الصحة ,لذلك رأى أن توفر الدولة كل الضمانات
التي تحقق هذا الهدف وعلى سبيل المثال طلب من الدولة تحديد سن الزواج. (اليماني,ص70)
الأهداف التربوية
للفلسفة المدرسية:
1-
هدف التربية هو أدراك الحقيقة والوصول إلى
قدسية الإله الأزلي الذي لا يتغير عن طريق المعرفة
2- التربية
غاية في حد ذاتها ووسيلة لإدراك كل شئ وتعليله عن طريق التدريب الصحيح على
التفكير
3- تمنح
الحرية للفرد عن طريق تزويده بالمعرفة والحكمة التي إذا ما وصل إلى مستوى معين
فيها يكون قادرا فعلا على ممارسة الحرية الإيجابية
4-تعطي اهتماما كبيرا للمعرفة ومقرراتها الدراسية بدرجة يفوق فيها
الاهتمام مثيله بالمتعلمين وميولهم ورغباتهم.(اليماني,ص76)
التطبيقات
التربوية للفلسفة الواقعية
التلميذ:
تهدف
التربية عند الواقعيين إلى إتاحة الفرصة للتلميذ , لأن يغدو شخصاً متوازناً
فكرياً وأن يكون في الوقت نفسه جيد التوافق مع بيئته المادية والاجتماعية. وتهدف
التربية إلى تنمية الجوانب العقلية والبدنية والنفسية والأخلاقية والاجتماعية في
آن واحد.
المنهج
الدراسي:
رفض
الواقعيون المنهج الدراسي المعقد الذي يميل إلى المعرفة المستمدة من الكتب,
ويؤكدون المنهج الذي يركز على وقائع الحياة , وأهمية الموضوعات التي تقع في نطاق
العلوم الطبيعية.
وتؤكد
الواقعية على ضرورة أن تكون المادة الدراسية هي المحور المركزي في التربية وأن
تسمح المادة الدراسية للطالب بالوقوف على البنيان الفيزيائي والثقافي الأساسي
للعلم الذي نعيش فيه.( ناصر,ص259-ص262)
المعلم:
ترى الفلسفة الواقعية أن مفتاح التربية بيد المعلم
باعتباره ناقلا للتراث الثقافي وعليه يجب أن يكون متعاونا مع تلاميذه ويقدم لهم
المساعدة ويعلمهم الاعتماد على النفس.يعرض المعلم المنهج العلمي بطريقة موضوعية
بعيدا عن ذاتيته لكنه مندمجا معه ,وان تسوده الواقعية.
طرق التدريس:
تعتمد طرق التدريس الواقعية على النظرة الترابطية
فيقوم المعلم بتقسيم موضوع درسه إلى عناصره الأساسية وتحديد المثيرات
والاستجابات فلكل مثير استجابة معينه ومن ثم تقدم للمتعلمين بطريقه تجعلهم
يستجيبون الاستجابة الصحيحة للمثير المحدد ويكرر أحداث المثير لكي تتبعه
الاستجابة الصحيحة ويكافأ المتعلم كلما قام بالأستجابه الصحيحة مما يؤدي إلى
تقوية الرابطة التي تؤدي إلى التعلم. أنها تنطلق من تعلم الأجزاء حتى يتم تعلم
الكل متفقه مع النظرية التجزئية للمدرسة السلوكية وتفضل استخدام آلات التعليم
(التعليم المبرمج.(جعنيني,ص155)
الانتقادات
الموجهة إلى الفلسفة الواقعية:
1. لم تهتم التربية الواقعية بالتلميذ وميوله
ورغباته , اعتقاداً منها أن الرغبات والميول ما هي إلا أمور أو نزعات طارئة وعارضة
وهي أشياء متغيرة. لكن الحقائق والأساسيات العملية التي يحتويها المنهج هي أمور
جوهرية لأنها ثابتة غير متغيرة.
2. اعتمدت الثنائية إذ قسمت العالم على مادة
وصورة,و أكدت على الجانب المادي اكثر من الجانب الروحي, وهدفت الواقعية إلى
التكيف مع البيئة المادية اكثر من البيئة الروحية.
3. إن هناك من الحقائق ما لا يمكن للعقل
أن يصل إليها عن طريق أدواته المعروفة وبهذا يكون العقل قاصراً في تفسيرها.
|
Next
« Prev Post
« Prev Post
Previous
Next Post »
Next Post »
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ConversionConversion EmoticonEmoticon